تطوف على سطح الاهتمام الاعلامي حقوق الطوائف والمذاهب عند البعض في لبنان بحسب الظروف والمصالح، وكأنها أدوات انتخابية ومصالح انية في لعبة سياسية مفضوحة الأهداف والنتائج ... والسبب الاساسي لهذه التجارة السيئة ان الأنتماء الى لبنان في غالب الاحيان يستمد من الانتماء الى طائفة معترف بها وفي هذا الكثير من الواقع التاريخي المرير ... ولكن ما ينطبق على معظم الطوائف لايمكن ان ينسحب على بعضها ومن بينهم الارثوذكس اقله وفق ما أومن به، فأنا اشعر باني مواطن لبناني أولاً... وأريد من دولتي ان تحميني وان تساعدني لأحقق وجودي وأحلامي وأحصل على حقوقي اما طائفتي ومذهبي وايماني فله شأن آخر ... في الأونة الاخيرة هنالك من هب للدفاع عن "حقوق الارثوذكس" في كلام ظاهره بريء ومحب ويهمه مصالح اولاد الطائفة اما باطنه فلا يعدو كونه الا قنبلة انتخابية رخيصة لا غير بالاضافة الى محاولة تصغير حجم طائفة مشرقية قدمت الكثير لهذا الشرق بشكل عام وللبنان بشكل خاص وعلى كل الصعد السياسية والفكرية والفنية وحتى الادارية منها... ويدرك المنتمون الى روحها الصحيحة تمام الادراك ان الربح الحقيقي لا يتم بربح او خسارة مركز في الدولة وانما في قيام دولة المواطنة التي تؤمن العدالة والحرية لكل أولادها ... فابناء هذه الطائفة يمقتون المتكلمين باسمها بل يتقيئون من يدعي زورا الدفاع عنها، خصوصا وانها فيما مضى قد خرجت المنظرين لفكرة لبنان الوطن النهائي لكل ابنائه من دون التخلي عن بعده المشرقي العربي الحضاري وانفتاحه على العالم ... وطن قائم على فكرة ان الحرية ضرورية للانسان مهما كان انتمائه ولونه وفكره... طائفة خسرت خيرة شبابها في الحرب ان بالقتل والذبح او بالتهجير والهجرة... ومن صمد في ذلك الزمن الصعب اما هاجر في ايام السلم او قاوم في احزاب سرعان ما تخلت عن مناضليها بعدما اقتربت من السلطة لتستبدلهم باصحاب الاموال... طائفة يتوزع اهلها في كل المناطق اللبنانية ويعيشون مع اخوانهم بسلام ووئام... وحزنهم على وطنهم نابع من خوفهم على الوجود ومن سلطة في حال اختلف اهلها مع بعضهم البعض ذهبوا "فرق عملة" وفي حال اتفقوا افلسوا ونهبت ارزاقهم ومدخارتهم... من هنا فان من عنده كل هذه الثقافة وهذا الانتماء يدرك ويعلم بان من ينادي له برئاسة مجلس شيوخ لن يرى النور على ايامنا انما يستعمله حطب لنار لن يستفيد منها... ومن يطلب له مركزا او منصبا انما يفعل ذلك لابعاد الشبهات عن تقصيره ومن ينتقد المطالبين بالمراكز يفعل ذلك كونه لا يملك شيئا من القرار الذي هو في مكان اخر...
اما النصيحة المستقيمة الراي فهي اذهبوا الى بناء دولة الحق والعدالة وهذه وحدها كفيلة باعطاء الارثوذكس وغيرهم كل حقوقهم وما سوى ذلك فهو باطل...